هذه البقية الصالحة يدفع الله تلبيس الخائنين والمجرمين
قال تعالى: ({ ....... وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ
بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى
الْعَالَمِينَ } [ البقرة/251]
فمهما نكص الناكصون ، وخذل
المخذلون، وباع البائعون، فالله سبحانه وتعالى أحيا في هذه الأمة من يكشف
خياناتهم وتلبيساتهم، وأعانه على تبديد حججهم والآعيبهم المكشوفه لمن ملك
بصيرةً في قلبة ، يكشف من خلالها الغث من السمين.
وحري بمن أخلص
دينه لله، أن يحذر من هؤلاء الأحبار الذين لعبوا دورهم بإحكام-كأنها مسرحية
نسج خيوطها مخرج واحد- على الناس، وموّهوا أنهم رموز السلفية ردحاً من
الزمن.
فعن الأوزاعي ، قال : ذكر الخردل ، وكان يحبه أو يتداوى به
، فقال رجل من أهل صفورية : أنا أبعث إليك منه يا أبا عمرو ، فإنه ينبت
عندنا كثيرا بريا ، فبعث إليه بصرة منه ، وبعث بمسائل فبعث الأوزاعي
بالخردل إلى السوق فباعه ، وأخذ ثمنه فلوسا ، فصره في رقعة ، وأجابه في
المسائل ، وكتب إليه أنه لم يحملني على ما صنعت شيئا تكرهه ، ولكن كانت معه
مسائل ، فخفت أن يكون كهيئة الثمن له. " ملخص مسند عمر بن الخطاب لأبي
يوسف يعقوب بن شيبة"(71)
فأين من يتجرد للحق وبالحق ويقول لعلماء السوء: انتهى الطابو، لن نساق إلى مسلخ حزبيتكم كالخراف والنعاج السائمة.
والله إنها لشهادة سيسأل كل واحد فينا عنها أمام رب الأرباب قال تعالى: ( ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون)النور(4)
فقد يقدح في الشاهد وترد شهادته إذا شهد في أمور دنيوية حقيرة بسبب ذنب لا
يصل إلى مستوى ذنوب ما يسوغ للأمة قبول بعض مناهج اليهود والنصارى، فكيف
بمن يسبُّون الصحابة ويذبحون لغير الله وينذرون لغير الله ويدعون غير الله
ويحاربون السنة ويدعون الى البدع وقد تساقط في أوساط بدعهم عدد كبير من
المسلمين وكان واجباً على كل غيور من المسلمين أن يُحذِّر من هؤلاء
وأعمالهم. [إعلام الأجيال (14)]
قال السخاوي :" أما المتكلمون في
الرجال فخلق من نجوم الهدى ومصابيح الظُّلم المضاء بهم في دفع الردى لا
يتهيأ حرصهم في زمن الصحابة- رضوان الله عليهم- وهلم جرا" [ إعلام
الأجيال"(8)]
ومن المصائب العظيمة التي لا يستوعبها الناس ،
ويستنكر كلامنا الواضح والصريح ، أن الدعوة السلفية المعاصرة بعد رحيل
ثلاثة الأثافي ـ الألباني وابن باز والعثيمين ـ ركبها الإخوان المفلسون
وأداروا دفتها لما يحقق أهدافهم الخبيثة ـ عبر مشيخة مزعومة ـ تلعب دور
أنهم رموز السلفية ( طبعا المتعصبة والحزبيين والمساكين يقولون : هذا هراء
ودسائس، لكن ليس الخبر كالمعاينه فقد وقفنا على ملفات ستكشف في حينها على
ما يدلل ذلك), ولا شك أن ذلك مصيبة كبيرة وتشبه بأهل الكتاب وأمثالهم من
علماء السوء الذين غضب الله عليهم بسبب عدم عملهم بعلمهم .
يقول
بعض السلف رضي الله عنهم : " من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم "
ويدل على هذا قوله سبحانه في سورة محمد: { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا
زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } وقوله عز وجل في سورة مريم: {
وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى } فمن اهتدى زاده الله هدى
وزاده علما وتوفيقا .
قال تعالى في أعظم سورة وهي سورة الفاتحة : {
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ
عَلَيْهِمْ } وهم أهل العلم والعمل من الرسل وأتباعهم بإحسان.
ومع
هذا فقد ملئت الدنيا ضلالاً من هذا التلبيس بسبب علماء السوء والمعارك
الموهومة المزعومة بين فريقي الضلالة ليحافط كل فريق على أتباعه وإمعاناً
في الخلط والغواية.
فحري بمن أخلص دينه لله أن يكون موقفه من
علماء السوء المقت ، والغضب في الله، وأن يحذر الناس من شرهم وأعمالهم
القبيحة، نصحا لله ولعباده، وعملا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
والله الموفق .
و { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ } [النجم:2] أي: محمد عليه الصلاة والسلام، { وَمَا غَوَى } [النجم:2].
الضال هو: الذي يتكلم على غير هدى على غير علم.
والغاوي هو: الذي يخالف العلم، يعلم ولكنه يخالف العلم، كاليهود وأشباههم،
وهكذا علماء السوء، يعرفون الحق ويحيدون عنه إلى الباطل إيثاراً للهوى،
وإيثاراً للدنيا والشهوات العاجلة.
فالله نزَّه نبيه محمداً صلى
الله عليه وسلم عن هذا وعن هذا، ليس بضالٍّ ولا غاوٍ، بل هو عالم ورشيد
عليه الصلاة والسلام، عرف الحق، ودعا إليه، واستقام عليه، فجعله الله
هادياً مهدياً، ورسولاً كريماً، منذراً للناس من الباطل، ومبشراً لهم
بالحق: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً
وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً
مُنِيراً } [الأحزاب:45-46]". دروس للشيخ ابن باز"(باب:الاهتمام والعناية
بسنة النبي 15\6)
نسأل الله أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يوفق
المسلمين جميعاً شيباً وشباباً للتكاتف والتعاون في نصر الحق وتأييده،
وتأييد القائمين به، ومساعدتهم، وأن ينصرهم جميعاً على أعداء الله، وأن
يعينهم على جهاد أعداء الله بالسيف والسنان، وبالحجة والبرهان، وأن يثبت
أهل الحق على حقهم، وأن يهدي حكام المسلمين ليقوموا بالحق وينصروه،
ويحكِّموا شريعة الله فيما بينهم حتى ينصرهم مولاهم، وحتى يعينهم على
أعدائهم، وحتى يثبت لهم ما هم فيه من الخير، وحتى يحميهم من مكائد أعداء
الله، إنه عزَّ وجلَّ جواد كريم.
رد مع اقتباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق