الأحد، 12 يناير 2014

إخوتى فى الله قلما أن وجدت شخص يعرف الكثير عن ذلك اللعين الرجيم فاسمحوا لى أن أبدأ معكم سلسلة من المعلومات عن إبليس الرجيم كل ما تريد معرفته عن إبليس سأحاول أن أضعه بين أيديكم هيـا فــــلنــبــدأ خلق إبليس قبل أن يخلق الله الإنس على الأرض خلق الله الجن من مارج من نار,ومنهم إبليس وأمر الجن أن يطيعوا ربهم الذى خلقهم,ويعبدوه حق عبادته ونهاهم عن أن يسفكوا الدماء,وأن يعيثوا فى الأرض فسادا ,وعن إظهار المعصية فيما بينهم ولكنهم لم يستجيبوا لأمر الله,ولم ينتهوا عما نهى عنه ,فأفسدوا وبغى بعضهم على بعض فأرسل الله إليهم قبيلا من الملائكة طردوا الجن إلى جزائر البحار وأطراف الجبال وقتلوا من شاء الله منهم . وقال العلماء : أن إبليس فى أول الأمر كان طائعا ولم يلحقه الأذى الذى أصاب قومه وكان قد طلب من الله أن يرفعه من بين هؤلاء العصاة والذين لم يستجيبوا إلى النصح فرفعه الله إلى السماء مع الملائكة يعبد الله وحده ويقدسه ونزل مع الملائكة الذين حاربوا المفسدين. وحكى الطبرانى : أن إبليس اللعين كان حيا من أحياء الملائكة يقال عنهم الجن خلقوا من نار السموم من بين الملائكة وكان اسمه الحارث -كما كان اسمه أيضا-عزازيل وكان خازنا من خزنه الجنة. عصيان إبليس أصاب إبليس الغرور والزهو بنفسه , فقد ارتفع عن طائفته وصار مع الملائكة المخلوقين من نور واصطفاهم الله لعبادته ولكن الله اطلع على خفايا نفسه فهو سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور. قال تعالى : إذ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) سوره ص أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم عندما نفخ فيه الروح وقد حكم الملائكة على الإنسان قبل أن يخلق بأنه سيفسد في الأرض ويسفك الدماء وأمروا بالسجود واستجابوا لأن من خصائصهم الطاعة ولكن إبليس كان قد امتلأ غرورا وكبرا -فأبى أن يسجد وحين عصى أمر ربه طرده الله من رحمته. قال تعالى : قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) سوره الأعراف العداوة بين إبليس وادم لقد طرد الله إبليس من رحمته والسبب ادم فهل ينسى إبليس ذلك؟ وهل يترك ادم ينعم برضا الله ومغفرته وهو له ذلك المصير السئ المشئوم؟ لقد عرف إبليس خبايا هذا المخلوق من حين كان صلصالا أجوف يدخل من فمه ويخرج من دبره ودخل فى كل جزء من جسمه إلا قلبه وكان إذا مر عليه فزع منه فزعا شديدا ويضربه فيصوت ذلك الجسد كما يصوت الفخار ويقول له :لأمر ما خــُلقت . خطه إبليس لكى يخرج ادم من الجنة : كان شغل إبليس الشاغل هو أن يجعل ادم يعصى أمر ربه بان لا يقربا الشجرة هو وزوجه ولكن كان عليه أولا أن يلقى آدم حتى يغويه ويوسوس له أن يأكل من الشجرة ولكن آدم يعيش بالجنة وهو مطرود من رحمة الله وقد حرمت عليه الجنة بعد ما كانت مفاتيحها بيده يدخل ويخرج كيفما شاء. وقف إبليس على باب الجنة يترقب اللحظة المواتية ليدلف داخلها , وطال انتظاره حتى خرج طاووس من طواويس الجنة وكأنه يستعرض نفسه ويباهى بجماله فانتهز الفرصة وأسرع إلى الطائر يتغزل فى جماله ويستميله ثم سأله :من أين جئت ؟ رد الطائر : من بساتين آدم. فقال إبليس : إن له عندى نصيحة فأريد أن تدخلنى معك إلى الجنة لأسرها إليه . فقال له : ولم لا تدخل بنفسك ؟ فقال إبليس : إنما أريد أن أدخل سرا . فقال الطاووس : لا سبيل إلى ذلك ولكنى آتيك بمن يدخلك سرا وذهب الطاووس إلى الحية –ولم يكن فى الجنة أحسن منها خلقا- وأخبرها قائلا : إن على باب الجنة ملكا من المكرمين ومعه نصيحة فأسرعت إليه الحية وظل إبليس ينفث لها السحر فى الحديث ويغريها بمعسول الكلام حتى استجابت له وفتحت له فاهها وانساب فيها ودخلت به الجنة وأخرجته عند الشجرة . ووقف إبليس عند هذه الشجرة واقتطف من ثمرها وقدمه إلى ادم وحواء وقال لهما : أنظرا إلى ثمار هذه الشجرة ما أطيب ريحها,وما ألذ طعمها,وما أحسن لونها هذه هى شجره الخلد التى من ذاق ثمارها لا يفنى ولا يبلى ولا يخرج من تلك الجنة أبدا وهذا ما حكاه رب العزة فى قوله : فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) سوره الأعراف وأقسم لهما وهما يظنان أن لا يقسم أحد أبدا كذبا على أنه ناصح أمين وهذا ما ذكره القرآن فى قوله تعالى : وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) سوره الأعراف وتناولا الثمار وسرعان ما نزع عنهما لباسهما وظهرا عاريين فتواريا خجلا ومن ذلك الحين اشتدت العداوة بين الإنسان وإبليس والإنسان والحية. قال تعالى : فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22) قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) سوره الأعراف ولذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الحية فى الحل والمحرم فقال فيما رواه القرطبى فى نفسيره عن ابن عمر (خمس يقتلهن المحرم وذكر فيهن الحية ). وروى أن إبليس قال للحية: أدخلينى الجنة وأنت فى ذمتى فكان ابن عباس رضى الله عنهما يقول : اخفروا ذمة إبليس ؛ أى بقتل الحية. قوة إبليس لقد أعطى الله إبليس من السلطان ما يستطيع أن يقهر به من أبناء ادم من يبتعد عن الطريق ويغفل عن ذكر الله وقد صرح القرآن بذلك : قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ (15) سوره الأعراف. إبليس قادر على رؤية الإنسان والإنسان غير قادر على رؤيته قال تعالى : وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (64) سوره الإسراء أعطاه الله القدرة على التشكل والظهور فى أى صوره يشاء . والتقط الثعلبى هذه المعانى وصاغ منها حوارا وأسنده إلى عبد الله ابن عبيد بن عمير قال: قال إبليس : يا رب انك أخرجتنى من الجنة من أجل آدم وإنى لا أستطيع القدرة عليه إلا بسلطانك. قال الله : فإنك مسلط عليه . قال : يا رب زدنى قال الله : لا يولد له ولد إلا ولد لك مثلاه. قال: يا رب زدنى قال الله : وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (64) سورة الإسراء. ولكن آدم استغاث بالله وقال : يا رب سلطته علي وأنا لا أمتنع منه إلا بك قال الله : لا يولد لك ولد إلا وكلت به من يحفظه من قرناء السوء. قال :يا رب زدنى قال الله : الحسنة بعشرة أمثالها وأزيدها والسيئة بمثلها وأمحوها . قال : يا رب زدنى . قال الله : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) سورة الزمر. قال :يا رب زدنى قال الله : التوبة لا انزعها من ولدك ما كانت الروح فيهم. قال : يا رب زدنى قال الله : أغفر ولا أبالى. قال آدم : حسبى. كما ذكر القزوينى ما رواه أبو أمامة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن إبليس لما نزل الأرض قال : أنزلتنى وجعلتنى رجيما فاجعل لى بيتا قال الله : الحمام. قال : اجعل لى مجلسا قال : السوق ومجامع الطرق. قال : اجعل لى طعاما قال : ما لم يذكر اسم الله عليه . قال : فاجعل لى شرابا قال : كل مسكر. قال: اجعل لى مؤذنا قال المزامير. قال: اجعل لى قرأنا قال : الشعر. قال : اجعل لى حدثا قال : الكذب. قال : اجعل لى مصائد قال : النساء. بقى لنا إخوانى بعد ما تعرفنا على إبليس أن نتعرف على أسرة إبليس. أبناء إبليس هل أحد يعرف أبناء إبليس؟ روى القزوينى عن مجاهد أن لإبليس خمسه من الأولاد وقد جعل كل واحد منهم على شئ من أمره. أما أسمائهم فهم : بيرة , والأعور , ومسوط , وداسم , وزلنبور . بيرة: فصاحب المصائب يأمر بالثبور وشق الجيوب. الأعور : فانه صاحب الزنا يأمر به ويزينه فى أعين الناس. مسوط : صاحب الكذب. داسم : يدخل بين الزوجين ويوقع بينهما البغضاء. زلنبور: صاحب السوق فبسببه لا يزال أهل السوق متخاصمين. ويذكر الدميرى ان لإبليس أولاد أكثر من ذلك : منهم لاقيس ومنهم ولهان وهو صاحب الطهارة والصلاة أى الذى يفسد على الناس صلاتهم وطهارتهم. الهفهاف : هو صاحب الصحارى. والأبيض : الذى يوسوس للأنبياء. مطوس : صاحب الأخبار يأتى بها فيلقيها فى أفواه الناس ولا يكون لها اصل ولا حقيقة. زوجة إبليس يقال أنها تسمى طرطبة ها وقد عرفنا تقريبا كل شئ عن ذلك اللعين الرجيم بقى لنا بعد أن عرفناه جيدا أن نحاربه حربا ضارية بعد ما عرفنا مكامن قوته وكيف يغوى كل بنى آدم وأبسط شئ بإمكاننا أن نفعله إخوانى وأخواتى هى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين ونعوذ بك ربى أن يحضرون

إخوتى فى الله

قلما أن وجدت شخص يعرف الكثير عن ذلك اللعين الرجيم
فاسمحوا لى أن أبدأ معكم سلسلة من المعلومات عن إبليس الرجيم
كل ما تريد معرفته عن إبليس سأحاول أن أضعه بين أيديكم

هيـا فــــلنــبــدأ

خلق إبليس

قبل أن يخلق الله الإنس على الأرض خلق الله الجن من مارج من نار,ومنهم إبليس وأمر الجن أن يطيعوا ربهم الذى خلقهم,ويعبدوه حق عبادته ونهاهم عن أن يسفكوا الدماء,وأن يعيثوا فى الأرض فسادا ,وعن إظهار المعصية فيما بينهم ولكنهم لم يستجيبوا لأمر الله,ولم ينتهوا عما نهى عنه ,فأفسدوا وبغى بعضهم على بعض فأرسل الله إليهم قبيلا من الملائكة طردوا الجن إلى جزائر البحار وأطراف الجبال وقتلوا من شاء الله منهم .

وقال العلماء : أن إبليس فى أول الأمر كان طائعا ولم يلحقه الأذى الذى أصاب قومه وكان قد طلب من الله أن يرفعه من بين هؤلاء العصاة والذين لم يستجيبوا إلى النصح فرفعه الله إلى السماء مع الملائكة يعبد الله وحده ويقدسه ونزل مع الملائكة الذين حاربوا المفسدين.

وحكى الطبرانى : أن إبليس اللعين كان حيا من أحياء الملائكة يقال عنهم الجن خلقوا من نار السموم من بين الملائكة وكان اسمه الحارث -كما كان اسمه أيضا-عزازيل وكان خازنا من خزنه الجنة.

عصيان إبليس

أصاب إبليس الغرور والزهو بنفسه , فقد ارتفع عن طائفته وصار مع الملائكة المخلوقين من نور واصطفاهم الله لعبادته ولكن الله اطلع على خفايا نفسه فهو سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.

قال تعالى :

إذ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) سوره ص

أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم عندما نفخ فيه الروح وقد حكم الملائكة على الإنسان قبل أن يخلق بأنه سيفسد في الأرض ويسفك الدماء وأمروا بالسجود واستجابوا لأن من خصائصهم الطاعة ولكن إبليس كان قد امتلأ غرورا وكبرا -فأبى أن يسجد وحين عصى أمر ربه طرده الله من رحمته.

قال تعالى :

قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) سوره الأعراف

العداوة بين إبليس وادم

لقد طرد الله إبليس من رحمته والسبب ادم فهل ينسى إبليس ذلك؟

وهل يترك ادم ينعم برضا الله ومغفرته وهو له ذلك المصير السئ المشئوم؟

لقد عرف إبليس خبايا هذا المخلوق من حين كان صلصالا أجوف يدخل من فمه ويخرج من دبره ودخل فى كل جزء من جسمه إلا قلبه وكان إذا مر عليه فزع منه فزعا شديدا ويضربه فيصوت ذلك الجسد كما يصوت الفخار ويقول له :لأمر ما خــُلقت .

خطه إبليس لكى يخرج ادم من الجنة :

كان شغل إبليس الشاغل هو أن يجعل ادم يعصى أمر ربه بان لا يقربا الشجرة هو وزوجه ولكن كان عليه أولا أن يلقى آدم حتى يغويه ويوسوس له أن يأكل من الشجرة ولكن آدم يعيش بالجنة وهو مطرود من رحمة الله وقد حرمت عليه الجنة بعد ما كانت مفاتيحها بيده يدخل ويخرج كيفما شاء.

وقف إبليس على باب الجنة يترقب اللحظة المواتية ليدلف داخلها , وطال انتظاره حتى خرج طاووس من طواويس الجنة وكأنه يستعرض نفسه ويباهى بجماله فانتهز الفرصة وأسرع إلى الطائر يتغزل فى جماله ويستميله ثم سأله :من أين جئت ؟ رد الطائر : من بساتين آدم.

فقال إبليس : إن له عندى نصيحة فأريد أن تدخلنى معك إلى الجنة لأسرها إليه .

فقال له : ولم لا تدخل بنفسك ؟

فقال إبليس : إنما أريد أن أدخل سرا .

فقال الطاووس : لا سبيل إلى ذلك ولكنى آتيك بمن يدخلك سرا وذهب الطاووس إلى الحية –ولم يكن فى الجنة أحسن منها خلقا- وأخبرها قائلا : إن على باب الجنة ملكا من المكرمين ومعه نصيحة فأسرعت إليه الحية وظل إبليس ينفث لها السحر فى الحديث ويغريها بمعسول الكلام حتى استجابت له وفتحت له فاهها وانساب فيها ودخلت به الجنة وأخرجته عند الشجرة .

ووقف إبليس عند هذه الشجرة واقتطف من ثمرها وقدمه إلى ادم وحواء وقال لهما : أنظرا إلى ثمار هذه الشجرة ما أطيب ريحها,وما ألذ طعمها,وما أحسن لونها هذه هى شجره الخلد التى من ذاق ثمارها لا يفنى ولا يبلى ولا يخرج من تلك الجنة أبدا وهذا ما حكاه رب العزة فى قوله :

فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) سوره الأعراف

وأقسم لهما وهما يظنان أن لا يقسم أحد أبدا كذبا على أنه ناصح أمين وهذا ما ذكره القرآن فى قوله تعالى :

وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) سوره الأعراف

وتناولا الثمار وسرعان ما نزع عنهما لباسهما وظهرا عاريين فتواريا خجلا ومن ذلك الحين اشتدت العداوة بين الإنسان وإبليس والإنسان والحية.

قال تعالى : فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22) قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) سوره الأعراف

ولذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الحية فى الحل والمحرم فقال فيما رواه القرطبى فى نفسيره عن ابن عمر (خمس يقتلهن المحرم وذكر فيهن الحية ).

وروى أن إبليس قال للحية: أدخلينى الجنة وأنت فى ذمتى فكان ابن عباس رضى الله عنهما يقول : اخفروا ذمة إبليس ؛ أى بقتل الحية.

قوة إبليس

لقد أعطى الله إبليس من السلطان ما يستطيع أن يقهر به من أبناء ادم من يبتعد عن الطريق ويغفل عن ذكر الله
وقد صرح القرآن بذلك :

قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ (15) سوره الأعراف.

إبليس قادر على رؤية الإنسان والإنسان غير قادر على رؤيته قال تعالى : وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (64) سوره الإسراء
أعطاه الله القدرة على التشكل والظهور فى أى صوره يشاء .

والتقط الثعلبى هذه المعانى وصاغ منها حوارا وأسنده إلى عبد الله ابن عبيد بن عمير قال:

قال إبليس : يا رب انك أخرجتنى من الجنة من أجل آدم وإنى لا أستطيع القدرة عليه إلا بسلطانك.

قال الله : فإنك مسلط عليه .

قال : يا رب زدنى قال الله : لا يولد له ولد إلا ولد لك مثلاه.

قال: يا رب زدنى قال الله : وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (64) سورة الإسراء.

ولكن آدم استغاث بالله وقال : يا رب سلطته علي وأنا لا أمتنع منه إلا بك قال الله : لا يولد لك ولد إلا وكلت به من يحفظه من قرناء السوء.

قال :يا رب زدنى قال الله : الحسنة بعشرة أمثالها وأزيدها والسيئة بمثلها وأمحوها .

قال : يا رب زدنى .

قال الله : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) سورة الزمر.

قال :يا رب زدنى قال الله : التوبة لا انزعها من ولدك ما كانت الروح فيهم.

قال : يا رب زدنى قال الله : أغفر ولا أبالى.

قال آدم : حسبى.

كما ذكر القزوينى ما رواه أبو أمامة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :

إن إبليس لما نزل الأرض قال : أنزلتنى وجعلتنى رجيما فاجعل لى بيتا قال الله : الحمام.

قال : اجعل لى مجلسا قال : السوق ومجامع الطرق.

قال : اجعل لى طعاما قال : ما لم يذكر اسم الله عليه .

قال : فاجعل لى شرابا قال : كل مسكر.

قال: اجعل لى مؤذنا قال المزامير.

قال: اجعل لى قرأنا قال : الشعر.

قال : اجعل لى حدثا قال : الكذب.

قال : اجعل لى مصائد قال : النساء.

بقى لنا إخوانى بعد ما تعرفنا على إبليس أن نتعرف على أسرة إبليس.

أبناء إبليس

هل أحد يعرف أبناء إبليس؟

روى القزوينى عن مجاهد أن لإبليس خمسه من الأولاد وقد جعل كل واحد منهم على شئ من أمره.

أما أسمائهم فهم : بيرة , والأعور , ومسوط , وداسم , وزلنبور .

بيرة: فصاحب المصائب يأمر بالثبور وشق الجيوب.

الأعور : فانه صاحب الزنا يأمر به ويزينه فى أعين الناس.

مسوط : صاحب الكذب.

داسم : يدخل بين الزوجين ويوقع بينهما البغضاء.

زلنبور: صاحب السوق فبسببه لا يزال أهل السوق متخاصمين.

ويذكر الدميرى ان لإبليس أولاد أكثر من ذلك :

منهم لاقيس ومنهم ولهان وهو صاحب الطهارة والصلاة أى الذى يفسد على الناس صلاتهم وطهارتهم.

الهفهاف : هو صاحب الصحارى.

والأبيض : الذى يوسوس للأنبياء.

مطوس : صاحب الأخبار يأتى بها فيلقيها فى أفواه الناس ولا يكون لها اصل ولا حقيقة.

زوجة إبليس

يقال أنها تسمى طرطبة

ها وقد عرفنا تقريبا كل شئ عن ذلك اللعين الرجيم

بقى لنا بعد أن عرفناه جيدا أن نحاربه حربا ضارية بعد ما عرفنا مكامن قوته وكيف يغوى كل بنى آدم

وأبسط شئ بإمكاننا أن نفعله إخوانى وأخواتى هى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم

اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين ونعوذ بك ربى أن يحضرون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق